السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
أتحدث هنا عن الآفة المشتركة بين الشرق والغرب والتي للأسف الشديد إنتقلت بين الناس كانتقال النار في الهشيم إلا من رحم ربي وأعني بها العنصرية .
للأسف الشديد أصبحت هذه الآفة منتشرة فعلا بين جميع شعوب العالم ووصلت إلى حد أنها أصبحت تعمي الشخص وتغطي على حبه لوطنه .
# أمثلة حية عن العنصرية الشديدة في الشرق والغرب من الرياضة والحياة العامة :
(1) ما يحدث في الأردن بين جماهير ناديي الوحدات والفيصلي ، قد لا يعرف الكثيرين أنه في الأردن معروف أن الوحدات هو نادي الأردنيين من أصل فلسطيني في حين أن الفيصلي هو نادي الأردنيين الأصل ، ووصلت العنصرية بين جماهير الناديين إلى درجة تمني خسارة النادي المنافس حتى في المشاركات الخارجية رغم أنه يكون يمثل الأردن كلها ولا يمثل نفسه فقط ، ومما يبكي القلب صراحة ما يهتف به جماهير الفيصلي في بعض الأحيان حين يرددون بعلو صوتهم عبارة : يسعد ربك يا شارون !!!!! تلميحا إلى ماكان يفعله شارون بالفلسطينيين !!!!! تخيلوا أن تؤدي العنصرية لخيانة الدين والوطن والعروبة !!!!!
(2) القانون الموجود في نادي إقليم الباسك " أتلاتيكو بيلباو الإسباني " والذي ينص على إنه لا يمكن لأي لاعب من خارج إقليم الباسك أن يلعب في النادي !!!!! يعني لو كان القانون أنه لا يمكن لأي لاعب غير إسباني أن يلعب في النادي لقلنا عنه قرار فيه حب للوطن لكن أن تصل العنصرية أنهم لا يسمحون لأي لاعب من خارج إقليمهم بأن يلعب في النادي حتى لو كان إسبانيا !!! فهل هذا معقول ؟! ورغم أن هذا القانون لم يضر بالنادي الباسيكي حيث إنه إلى جانب قطبي الكرة الإسبانية برشلونة وريال مدريد الأندية الثلاثة الوحيدة التي لم تهبط إلى الدرجة الثانية على الإطلاق إلا أنه يبقى دليلا صريحا على العنصرية الشديدة .
(3) ما يحدث بين إدارة ولاعبي وجماهير ناديي شالكه وبروسيا دورتموند الألمانيين ( ناديا محافظة دورتموند وملعبهما المشترك الجيلسينشيركين ) حيث أن العنصرية بين الناديين وصلت لدرجة تفضيل الفوز في اللقاء ضد الفريق المنافس على الفوز بدرع الدوري الألماني !!! وأقرب ما حدث في هذا الشأن اللقاء الذي جمع بين الناديين في الجولة ماقبل الأخيرة من الدوري الألماني في الموسم قبل الماضي عندما كان النادي الملكي شالكه متصدرا للدوري بفارق نقطتين عن شتوتغارت في نفس الوقت الذي كان فيه نادي بروسيا دورتموند قد ضمن التواجد في مناطق الوسط فلا هو مهدد بالهبوط ولا هو ينافس على مركز مؤهل لإحدى البطولات الخارجية ومع ذلك كانت تصريحات مسؤولي ولاعبي وجماهير بروسيا دورتموند تصب في خانة واحدة ألا وهي إنهم لو لم يخرجوا من هذه المباراة بفائدة سوى حرمان شالكه من الحصول على اللقب فهذا يكفيهم وفعلا هذا ما حدث عندما فاز بروسيا دورتموند بهدفين نظيفين مهديا الصدارة ومن ثم لقب الدوري إلى شتوتغارت على طبق من ذهب فكانت فرحة مسؤولي ولاعبي وجماهير بروسيا دورتموند أكبر من فرحتهم لو كانوا فازوا باللقب !!!!!
(4) ما يحدث بين جماهير نادي النصر والهلال السعوديين خاصة على مستوى المقارنة بين نجوم الفريقين ، فالهلاليون يقارنون بين الدوليان السابقان الهلالي سامي الجابر والنصراوي ماجد عبدالله !! في حين أن النصراويون يقارنون بين الدوليان الحاليان النصراوي سعد الحارثي والهلالي ياسر القحطاني !! رغم أنه لا يوجد أي مجال للمقارنة في كلا الإتجاهين ، فلا يمكن مقارنة لاعب القرن السعودي والعربي وثالث أفضل لاعب في قرن آسيا ماجد عبدالله بسامي الجابر فماجد أفضل من سامي بكثير وعلى جميع المستويات ، فمن يأتي لي بلاعب في العالم حصل على لقب هداف الدوري (6) ست مرات كما حصل على لقب هداف معظم البطولات الخارجية التي شارك فيها ؟! فهل يمكن مقارنة لاعب كهذا بأي لاعب آخر حتى لو كان متحدثا لبقا وحاصل على العديد من البطولات ، فالبطولات هي نتاج مجهود جماعي ، وبالتالي هذه المقارنة فيها عنصرية واضحة وظلم كبير لماجد عبدالله ، واللاعب الوحيد الذي يمكن مقارنته بماجد ولا يكون في هذه المقارنة أي ظلم له هو الدولي الجزائري السابق رابح ماجر الذي أبهر الأوروبيين بمهاراته ومن يمكن أن ينسى هدفه التاريخي الذي سجله بكعبه لمصلحة نادي بورتو البرتغالي في مرمى بايرن ميونخ الألماني في نهائي دوري أبطال أوروبا ؟! وفي الإتجاه الآخر لا يوجد أي مجال لمقارنة بين القناص ياسر القحطاني والذابح سعد الحارثي ، لأن ياسر أفضل بكثير من سعد ومهارات سعد نابعة معظمها من الكرات الهوائية مستغلا طوله ( 188سم ) على عكس ياسر الذي يعتبر مثال حي للاعب الكامل ( والكمال لله سبحانه وتعالى ) فياسر القحطاني عيبه الوحيد أنه يتواجد في نادي ومنتخب عربيين فلو إنه إحترف خارج العالم العربي للمع نجمه ولأصبح رابح ماجر القادم وفي رأيي أن اللاعبون العرب الوحيدون الذين يمكن مقارنتهم بياسر هم السعوديان حسين عبدالغني ومحمد نور والعراقيان نشأت أكرم ويونس محمود وبدرجة أقل السعوديان عمر الغامدي ومالك معاذ بالإضافة إلى بعض اللاعبون العرب المحترفون في أوروبا مع إحترامي الشديد لبقية اللاعبون العرب .
(5) ماتفعله إدارات بعض القنوات الفضائية التي تتحكم بها ميولها على حساب الصالح العام فتنقل مباراة غير مهمة متجاهلة مباراة شديدة الأهمية بسبب وجود نادي منافس لميول إدارة القناة ضمن المباراة المهمة أو العكس بوجود نادي موافق لميول الإدارة ضمن المباراة الأقل أهمية ، ومثال ذلك ما فعلته قناة دبي الرياضية من نقلها لمباراة عجمان والوصل ضمن مباريات الجولة الأولى من دوري المحترفين الإماراتي ( علما أن الوصل من أندية إمارة دبي ) متجاهلة نقل مباراة الكلاسيكو بين العين والشارقة ( علما أن العين هو من أندية إمارة أبو ظبي ) والجميع يعلم مدى التنافس بين إمارتي دبي وأبو ظبي على جميع الأصعدة رغم أن كلاسيكو عين - شارقة هو من أقوى الكلاسيكيات على مستوى الدوريات العربية والآسياوية ، ومثال ذلك أيضا ما قامت به السعودية الرياضية عندما قامت بنقل مباراة الوحدة والنصر ضمن مباريات الجولة الثانية من دوري المحترفين السعودي متجاهلة نقل مباراة الأهلي والشباب التي أقيمت في نفس التوقيت !!! صحيح أن هذا النقل جاء على هوايا بما إني نصراوي والحمد لله اللقاء إنتهى بفوز النصر لكن والحق يقال مباراة الشباب والأهلي أقوى وأهم بكثير من مباراة النصر والوحدة .
(6) ما تفعله الجماهير الإسبانية في كثير من الأحيان عندما يقومون بتوجيه هتافات عنصرية وصرخات تشبه أصوات القردة تجاه اللاعبون الأفارقة ، والكارثة أنهم يوجهون تلك الهتافات حتى في وجوه الأفارقة الذين يلعبون للأندية التي يشجعونها دون الإهتمام بالضرر الذي قد يحدث جراء ذلك فتلك الهتافات قد تتسبب بحالة نفسية سيئة للاعب وتؤدي إلى فقدانه تركيزه داخل الملعب وبالتالي هبوط مستواه مما سيضر بالتأكيد بمستوى الفريق ككل ، وإن كان لاعب برشلونة الإسباني الدولي الكاميروني صامويل إيتو كان قد قام بابتكار طريقة طريفة للرد على هؤلاء الجماهير حيث أنه أصبح يرقص رقصة القرد بعد كل هدف يسجله وهي رقصة إبتكرها بنفسه يؤدي فيها حركات تشبه حركات القردة .
(7) ماردده اللاعب الإنجليزي الدولي واين روني لاعب نادي مانشستر يونايتد الإنجليزي حيث قال : أنا أكره العرب ولو شاهدت عربيا واحدا جالسا في المدرجات أو حتى شعرت بوجوده فيها فإني لا ألعب المباراة !!!!!
(8) وأخيرا وليس آخرا وهو الأهم العنصرية بين الأعراق فالأبيض ( العرق الشركسي ) يكره الأسود ( العرق الأفريقي ) والأصفر ( العرق المنغولي ) يكره الأسمر ( الصراحة نسيت إسم هذا العرق ) ، والأدهى والأمر العنصرية بين عائلات الوطن الواحد .
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( لا فرق بين عربي ولا أعجمي إلا بالتقوى ) أو كما قال صلى الله عليه وسلم ، ولقد كان بلال بن رباح رضي الله عنه عبدا حبشيا في حين أن أبا جهل كان من أعيان قريش ورغم ذلك كان بلال رضي الله عنه أفضل عند الله سبحانه وتعالى من أبا جهل ، حتى إن الرسول صلى الله عليه وسلم كان قد قرب بلال رضي الله عنه وكان يمازحه في حين أنه صلى الله عليه وسلم مازح عبدالله بن مسعود رضي الله عنه عندما شاهده يجر رأس أبا جهل من أذنيه بعد أن قطعه ، حيث أنا أبا جهل كان يعذب عبدالله بن مسعود رضي الله عنه بتعليقه من أذنيه فعندما قام شابين من شباب الصحابة رضي الله عنهم جميعا بالهجوم على أبي جهل في إحدى الغزوات وقتلاه جاء عبدالله بن مسعود رضي الله عنه وقطع رأسه وقد كان شديد الضخامة فشق على إبن مسعود رضي الله عنه أن يحمله فربطه من أذنيه وجره جرا وعندما رآه رسول الله صلى الله عليه وسلم إبتسم وقال : ( يا عبدالله الأذن بالأذن والرأس زيادة ) أو كما قال صلى الله عليه وسلم ، فهل إستفاد أبا جهل من نسبه وقوته وماله ؟! وقد قمت بذكر هذا المثال تحديدا لأنه جامع لجميع الصفات التي قد تؤدي إلى العنصرية في نفوس البشر ، فبلال رضي الله عنه كان فقيرا وكان أبا جهل غنيا فهذه بين الفقراء والأغنياء ، وكان بلال رضي الله عنه عبدا وكان أبا جهل من علية القوم وساداتهم فهذه بين الخدم والسادة ، وكان بلال رضي الله عنه حبشيا والحبشة دولة صغيرة وضعيفة في حين أن أبا جهل كان من مكة أطهر بقاع الأرض وأشرفها فهذا بين من هم من دولة قليلة الشأن ودولة رفيعة الشأن ، وكان بلال رضي الله عنه ضعيفا ضئيل الحجم في حين أن أبا جهل كان قويا شديد الضخامة وهذه بين الضعفاء والأقوياء ، وكان بلال ضعيف النسب وكان أبا جهل من أحسن الناس نسبا فهذه بين من نسبهم أقل من نسب الآخرين ، ورغم كل هذا فذلك الفقير العبد الحبشي الضعيف الأسود قليل النسب هو عند الله أفضل من ذلك الغني السيد المكي القوي الأبيض رفيع النسب .
وصدق الشاعر القائل : ما طار طير وارتفع ### إلا كما طار وقع
كما صدق المثل القائل : كما تدين تدان .
وأذكر هنا هذه القصة : كان في سابق العصر ملكا عظيما مغترا بنفسه ( للأسف الشديد نسيت إسمه ) وكان هذا الملك يأتي بالرعية ويضربهم بالحذاء على رؤوسهم لا لشئ إلا للتسلية والضحك ، فعاقبه الله سبحانه وتعالى بذبابة دخلت من أنفه واستقرت في دماغه مما سبب له صداعا شديدا وقد حاول أن يعالج هذا الصداع بجميع الأدوية والأساليب الطبية فلم ينفعه ذلك ولم يكن الصداع يخف إلا بطريقة واحدة ألا وهي ضربه بالحذاء على رأسه باستمرار ، فسبحان الله الذي يمهل ولا يهمل وأعاذنا الله من جميع الأمراض والمصائب .
ومن إحدى صور العنصرية مايفعله الكثيرون بالحيوانات فنرى الكثيرون يقومون بمطاردة الحيوانات ورميها بالحجارة متناسيين قوله صلى الله عليه وسلم : ( دخلت إمرأة النار في قطة حبستها فلا هي أطعمتها ولا هي تركتها تأكل من خشاش الأرض ) أو كما قال صلى الله عليه وسلم .
فإلى متى ستبقى تحركنا أهواءنا وتتحكم فينا ميولنا لدرجة تلغي العقل تماما ؟!
للأسف الشديد معظمنا ينتظر أن يصاب بمصيبة حتى يتعظ هذا إن إتعظ ، ولا يعتبر إطلاقا مما حدث ويحدث مع الآخرين .
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .