رقص على ايقاع المطر

أدعوك لنرقص تحت المطر .. فمدي يدك لكفي الممدود ..

واضربي كلام الناس عرض الحائط .. واكسري كل القيود ..

وارفعي الحظر عن الرغبة الجامحة .. وعن حلمك المنشود ..



منذ زمن الحب القديم والناس تتكلم

راح كلامهم وبقي ذاك الزمان جديد ..

قصص العاشقين مازالت تنبض فينا .. وتسكن في لحمنا وفي الوريد ..

مازلنا نذكر قيس وليلى .. وعبلة وعنتر .. وروميو وجولييت ؛

فماذا نذكر من الكلام .. هل من جديد ..

كلامهم بالأمس ماذا أفاد .. وكلامهم اليوم ماذا يفيد ..

مات الشرق يا حلوتي فلنحيا .. ودعيه يقدس غباره المجيد ..



أدعوك لنرقص .. فقد لا يقصد المطر زيارة الأرض ؛

لعل رقصنا تحت زخاته المقصود ..

تحرري يا كتلة الجبن ولا تفكري بشرقية ؛

أيما فكرة في شرقنا تخلو من التعقيد ..



جارتنا السماء تدعونا لرحلة .. فلبي دعوة الجار الجديد ..

بنا لتلك النافورة العظمى .. نرقص تحتها .. نفرح تحتها

نركض .. نركض مثل الفهود ..

نطير ونشدو كالعصافير .. نقبل خد الصباح السعيد ..

ونسبق خطوات الزمن الذي .. يسير كسلحفاة على جليد ..

أتسمعين موسيقى المطر المنهمر .. يا لسيمفونية الرعود ..


حين ينهمر المطر .. تصبح الدنيا نشيدا ونحن أبطال النشيد ..



وجهك اليوم يشبه وجهك بالأمس ؛

إلى أن ترقصي .. ! يشرق فيك وجه جديد ..

مثلما للأرض وجهها الغابر ..

حين يولد المطر يصبح للأرض وجه جديد ..



فهاتي يدك هـــــــــــاتيها .. !



وهيا نخلع وجوهنا وأسمائنا وأوقاتنا وعاداتنا القديمة ؛

ويصبح لكل منا وجه جديد .. واسم جديد .. وطبع جديد ..

ووقت خارج عقارب الوقت .. لكل منا فصل جديد ..

الغيم في عيني بعد لم يهطل .. والصيف المقيم في زمني شديد ..



وهذي عيون الناس جامدة .. وهذي مشاعرهم

وأفكارهم وأرجلهم جامدة ؛
بنا سيدتي .. فهذه فرصتنا الذهبية نكسر فيها هذا الجمود ..



أدعوك لتبللي ملابسك وشعرك ..

وكراريس محاضراتك المجففة كالقديد ..

وتحلقي كالريشة فوق أرضية يملئها

الشك والغبار والملل والتقييد ..



أمنحك مثلما السماء تمنحنا فرصة أخيرة تحت المطر

تمارسين فيها حريتك الضائعة منذ ذاك الزمان البعيد ..

وأمنحك فيها يدي ... وجناحا موسيقى من نوع فريد ..

فارقصي حبيبتي ارقصي .. لا كفر في الرقص ...

هذا يوم عيد .. هذا يوم عيد .. !!



فحين تمطر .. تغمرني سعادة الأرض

وأشعر أن كل من حولي سعيد ..

العصافير والشجر ووجوه المارين وأعمدة النور والشوارع ؛

ومحلات الخضرة .. وساحات المدارس .. والأبنية والجوامع ؛

والحدائق العامة .. والأكشاك والمطاعم وأسوار البيوت

والعرائش والعناقيد ..



أرى قناديل الفرح تنير بؤس المكان

ويتنطط العشب وتزهو القراميد ..

وأتصور ...! أن الشمس ما غابت إلا لأنها

تتزين وتتحضر في غرفتها البعيدة لتقابل عريسها المنتظر

منذ ذاك الصيف البعيد ..



أشعر أن السماء تصالح الأرض بعد جفاء طويل

أحس بذاك العناق النبيل ..



فعانقيني سيدتي .. عانقي يدي ..

لحين يتعانق العشاق تحت المطر ترتدي الأرض ثوبا جديد ..

ثوبها الأخضر الجديد ..



أدعوك لنرسم حياتنا التقليدية بشكل مختلف

ونلون أجوائنا الرمادية القاتمة بلون فاتح جديد ..

صغيرتي إن الحياة قرار .. ولا مراد لمن لا يريد ..



لأنك مربوطة بكلام الناس .. ونظرة الناس ؛

وأفكار هذا الزمان البليد ..

ولأنني يا سيدتي أنبذ القيد الذي يمتهنك ؛

وما كتبت إلا لأكسر ذل القيود .. وأحرض المرأة على شرق " يُونِّـطُـهَا "

و يجرها جر العبيد ..


فمن ذا يلومك على استنشاق الهواء كيفما تشائين ؛

ومن ذا يلومك إذا مارست الحب والحرية أو رآك ترقصين ؛

إلا رأس يعبد العادة .. فهشمي ذلك الرأس العنيد ..



حبيبتي المركونة هناك .. في زاوية المكتبة ؛

كالكتب الفارغة .. وكالمقاعد المهملة ؛

أدعوك لنخرج من هذه الصفحة الغابرة .. ونعبر السطر التليد ..

فهنالك حفل يقام في الخارج

معي بطاقتين .. ولا أريد الحضور وحيد ..



حان موعد الولادة .. فكوني جريئة ولا تخلفي المواعيد ..



جاء المطر ليغسل جاهليتنا المعاصرة

ويغسل الخطيئة والذنب والتعقيد ..

ما إن نبدأ في الرقص على أنغامه

حتى نفجر في شرقنا فكرا جديد ..

فهلا شاركتني في تفجير الفكر الجديد ..



أدعوك للحياة .. لربما تكون فرصتنا الأخيرة

قد يعود المطر ذات يوم .. ولكن نحن قد لا نعود ..



الصمت الموقوت



( ألقيت هذه القصيدة في العديد من الأصبوحات الشعرية التي أقيمت بجامعة قاريونس وجامعة العرب الطبية ..

وهي موجودة وموثقة باسم صاحبها على قرص " CD " بالصوت والصورة ...! )

.....


ولـِ إصطباغ الـ جراح بـِ الدماء الـ حمراء

ميلاد حياة بيضاء بـِ إذن ربه




عروسه البحر

طبتِ بـِ رفيف الخير والعافية أبداً




.....